لن يأتي بجديد من يتحدث عن أهمية الكسب الآني لزيارة خادم الحرمين الشريفين للشقيقة سورية، وما يمكن أن يتمخض عنها من نتائج سياسية، خاصة في هذا الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تصاعدا خطيرا في وتيرة التناحر والشقاق والتمزق بين الأشقاء العرب، يقابله في الجانب الآخر تعنت إسرائيلي وتصاعد في عمليات المشروع الصهيوني لتهويد القدس، واغتصاب الأراضي والمنازل وبناء المزيد من المستوطنات، تحت مظلة تهاون، أو تواطؤ، أو تخاذل أمريكي، جعل من استئناف المفاوضات والسير في اتجاه العملية السياسية لحل القضية أمرا غير ممكن.
في ظل واقع مثل هذا يبدو بديهيا استكشاف ما يمكن أن تفتحه هذه القمة من آفاق، وما يمكن أن تحدثه من اختراق لهذا الواقع نحو واقع بديل، تتوفر فيه للأمتين العربية والإسلامية ظروف أكثر ملاءمة لمواجهة هذه التحديات.
غير أن ما يغفله المراقبون السياسيون هو أمر آخر، أكبر خطورة وأهم تأثيرا، ليس على مستوى المنطقة وصراع الشرق الأوسط فحسب، بل وعلى مستوى المنظومة العالمية برمتها، ألا وهو التحرك السعودي الذي أخذت دوائره تنداح اتساعا، وبخطوات هادئة ومدروسة وواثقة تتجاوز في مداها أجندة القمة السعودية / السورية، وإن كان يجب التنبه إلى دلالات نقاط مع اتفق عليه الجانبان في بيانهما المشترك.
ذلك أن نتائج هذه القمة، وما يتمخض عنها من آثار على مجمل الأوضاع في لبنان واليمن والعراق وفلسطين، والموقف من مشروع تهويد القدس، يجب أن تدرج كلها في سياق السياسة الخارجية للمملكة التي ظل يقودها خادم الحرمين الشريفين بقوة واقتدار، بدء من مؤتمرات المصالحة والوفاق بين الأشقاء العرب لحل خلافاتهم الوطنية في إطار وحدة بلدانهم، أو بين دول بعضهم البعض.
وهذا الدور الإطفائي والوفاقي الذي تقوم به المملكة في محيطها العربي والإسلامي، فرض عليها ــ وعيا منها ــ بمنطق ترابط وتداخل القضايا الإقليمية والعالمية، أن تتجه بجهودها للدائرة الدولية الأوسع، والتي شهدت في العقد الماضي ــ وبسبب من مقولات وأفكار ونظريات أحادية النظر ــ العديد من الحروب والنزاعات والتوترات، التي عمت أرجاء العالم..
لذا كان لابد للمملكة أن تتجه بثقلها لمعالجة هذه الأوضاع المتأزمة، ذلك أن المخل لضمانات أمنها الخاص إنما يعبر عبر بوابة الأمن والاستقرار العالمي، لأن قدر المملكة هو أن تلعب هذا الدور..
وهذه مسؤولية تحتاج منا جميعا وعيا استثنائيا بطبيعة الدور الذي تلعبه قيادة هذه البلاد، حتى نرتفع إلى مستوى المشاركة فيه، عن طريق التجويد وبذل الجهد الصادق في جبهة عملنا الوطني، حتى تصبح دولتنا قادرة ومؤهلة للعب دورها الدولي، والنهوض بمسؤولياتها العالمية.
وبالله التوفيق.
* أكاديمي وكاتب سعودي.
www.binsabaan.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة
في ظل واقع مثل هذا يبدو بديهيا استكشاف ما يمكن أن تفتحه هذه القمة من آفاق، وما يمكن أن تحدثه من اختراق لهذا الواقع نحو واقع بديل، تتوفر فيه للأمتين العربية والإسلامية ظروف أكثر ملاءمة لمواجهة هذه التحديات.
غير أن ما يغفله المراقبون السياسيون هو أمر آخر، أكبر خطورة وأهم تأثيرا، ليس على مستوى المنطقة وصراع الشرق الأوسط فحسب، بل وعلى مستوى المنظومة العالمية برمتها، ألا وهو التحرك السعودي الذي أخذت دوائره تنداح اتساعا، وبخطوات هادئة ومدروسة وواثقة تتجاوز في مداها أجندة القمة السعودية / السورية، وإن كان يجب التنبه إلى دلالات نقاط مع اتفق عليه الجانبان في بيانهما المشترك.
ذلك أن نتائج هذه القمة، وما يتمخض عنها من آثار على مجمل الأوضاع في لبنان واليمن والعراق وفلسطين، والموقف من مشروع تهويد القدس، يجب أن تدرج كلها في سياق السياسة الخارجية للمملكة التي ظل يقودها خادم الحرمين الشريفين بقوة واقتدار، بدء من مؤتمرات المصالحة والوفاق بين الأشقاء العرب لحل خلافاتهم الوطنية في إطار وحدة بلدانهم، أو بين دول بعضهم البعض.
وهذا الدور الإطفائي والوفاقي الذي تقوم به المملكة في محيطها العربي والإسلامي، فرض عليها ــ وعيا منها ــ بمنطق ترابط وتداخل القضايا الإقليمية والعالمية، أن تتجه بجهودها للدائرة الدولية الأوسع، والتي شهدت في العقد الماضي ــ وبسبب من مقولات وأفكار ونظريات أحادية النظر ــ العديد من الحروب والنزاعات والتوترات، التي عمت أرجاء العالم..
لذا كان لابد للمملكة أن تتجه بثقلها لمعالجة هذه الأوضاع المتأزمة، ذلك أن المخل لضمانات أمنها الخاص إنما يعبر عبر بوابة الأمن والاستقرار العالمي، لأن قدر المملكة هو أن تلعب هذا الدور..
وهذه مسؤولية تحتاج منا جميعا وعيا استثنائيا بطبيعة الدور الذي تلعبه قيادة هذه البلاد، حتى نرتفع إلى مستوى المشاركة فيه، عن طريق التجويد وبذل الجهد الصادق في جبهة عملنا الوطني، حتى تصبح دولتنا قادرة ومؤهلة للعب دورها الدولي، والنهوض بمسؤولياتها العالمية.
وبالله التوفيق.
* أكاديمي وكاتب سعودي.
www.binsabaan.com
للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 215 مسافة ثم الرسالة